الكآبه

الكآبه 


 

الكآبه ليست غضبا أو وجع ، بل هي نوع نبيل من الحزن الذي ينشأ عندما نكون منفتحين علي حقيقة ان الحياة 

 بطبيعتها صعبه علي الجميع ، وان المعاناة وخيبه الأمل تكون في صميم التجربة الانسانيه. انه ليس اضطرابا يحتاج إلى علاج. بل هو اقرار نزيه رقيق وهادئ لمدى حجم الالم الذي يجب علينا حتما ان نعبر من خلاله .


 

يعتزم المجتمع الحديث إلى التأكيد  علي المرح والابتهاج. انها حاله من الاكتآب مع عدم الصبر  ، والرغبه  اما في التداوي بها - وبالتالي السعي الي حلها أو إنكار شرعيتها تماما. 


 

الحزن يربط الالم مع الحكمة والجمال. انها تنبع من الوعي الشرعي للبنيه  الماساويه لحياة كل انسان.في حالات الكآبه نستطيع ان نفهم من غير غضب  او انفعاليه ، ان لا أحد في الواقع يستطيع ان  يفهم حقيقه أي شخص آخر ، ان هذه الوحدة  تعتبر شي عالمي وجامع وان كل حياه لها المقياس والقدر  الكامل من الخجل والحزن. الحزن يعرف ان العديد من الأشياء التي نريدها هي في حاله صراع ماساوي: كأن يشعر بالأمان  ولازال يريد ان ينعم بالحريه  ، ان يمتلك المال وفي نفس الوقت ان لا يكون مدين للفضل  للآخرين. ان يكون في مجتمع متماسك والا يكون مخنوق ومقيد من  توقعات ومطالب المجتمع ، للسفر واستكشاف العالم وايضا يريد سحق  الجذور العميقة، لتلبيه متطلبات شهيتنا للغذاء والاستكشاف والكسل وايضا البقاء بلياقه وصحه واخلاص ورزانه .


 

تكمن حكمة الموقف الكئيب (على عكس المرير أو الغاضب) في الفهم أننا لم نفصلها ، وأن معاناتنا تخص الإنسانية بشكل عام. الكآبه تؤخذ  المعاناه بشكل غير شخصي ( بموضوعيه). انها مملوءه بالشفقه  على الحاله الإنسانيه . 


 

هناك فن تصويري للطبيعه تعبر عن  الكآبه  وقطع موسيقيه ايضا  ، كما هناك قصائد وأوقات من الكآبه تتخللها  ايامنا ،  كما نجد أصداء حزننا الخاصة  تكمن  في داخلهم ، وتعود الينا  دون اي ارتباطات شخصيه  التي  عندما ضربونا بها لأول مرة  ، جعلتهم يتألمون  بشكل خاص. 


 

ان مهمة الثقافة تكمن في  تحويل الغضب والبهجة إلى حاله من الكآبه . 


 

وكلما كانت الثقافة أكثر كآبه  ، قلَّ من اضطرار اعضاءها الفرديين إلى الاضطهاد بسبب إخفاقاتهم وفقدانهم للأوهام والندم. 


 

الكآبه  عندما تكون مشتركه وممكن  تقاسمها - فهي  بداية للصداقه.

  • مشاركة