تأكيد الذات

تأكيد الذات


 


 

من الأسباب التي تساهم في جعل حياتنا أصعب.

هو أن معظمنا ليس لديه الخبرة في فن تأكيد الذات الناضجة ،مما يعني القدرة على وضع مصالحنا في مواجهة النزاع بطريقة فعالة و هادئة تتسم بالمصداقية.


 

نحن يومياً في مواجهة تحديات قد تشكل خطراً على مناصبنا تتطلب منّا ان نتخذ موقفاً تجاهها علي سبيل المثال؛

شريك يرفض شعورنا العاطفي ،و زميل يُحط من قيمة اقتراحاتنا ،ووالد يسحق طموحاتنا ،كل ذلك سيدفعنا للتصرف بطريقتين مؤسفتين للغاية. 


 

كان العبقري أرسطو اول مستكشف غربي لعواطف الانسان، يرى أن النضج غالباً ما يقع عند نقطة تقاطع بين طرفين .


 

تحدد اخلاقيات ( Nicomachean ) الاشكال المثالية للسلوك الى جانب صفتين ضعيفتين بشكل يمكن تمييزه


 

أوجه القصور


 

جبن ، وقاحة ، وضاعة


 

الفضائل :


 

شجاعة ، حياء ، سخاء 


 

الفائض  من الرذيله او الإثم :-  


 

تهور ، خجل ، سوقية 


 


 

إستياء ، إصرار ، غضب 


 

في الاستجابة نحو الخطر غالباً مانتبع إحدى الطرق ، قد لا ننبس ببنت شفة ، من نحن حتى نعترض- لماذا قد يرغب أحد بالاستماع لنا، كيف نجرؤ على الاعتراض ، و لا شيء سيوقفنا من سب و كره لذواتنا ،ثم نكتم بداخلنا السموم حتى نجد لها مخرجاً ،او ندعها تقطعنا إربا في خطبة مطولة من الاهانات و الاتهامات ،يتبعها إنتقام مشتعل يحرق دفعة واحدة مصداقية كل ما كنّا نحاول نقله و يضمن أننا سنوضع في حزمة الطغاة .


 


 

تكمن في جذور فشلنا مشكلة نفسية مألوفة و هي وحش الكراهية الذاتية، لأننا لم نتعلم حب و احترام ذاتنا مع أنه قد يبدو (غريزياً و مثيراً للاشمئزاز في الوقت ذاته ) و رغم ذلك لا نحرك ساكناً ,نؤمن أنه لايحق لنا ان نأخذ وضعنا بجدية ، ليس ذلك فقط لكن أيضا لدينا يأس و رفض لإمكانية حدوث أي فهم واعي بين البشر ،لا يوجد لدينا خبره في إجراء حوار ، لذلك نحتاج أن نتمرن حتى نتحول من شخص يعتذر لكونه مصدر ازعاج كما يظنون فقط لأنه طالب بحقه ،إلى شخص يعبّر برزانة و اتزان عن نقطة ما لمحاوره حتى يذعن له و يشكره على التحدث بوضوح و يقدم له الوعد بالنظر الى الامور بشكل مغاير في المستقبل ، و لكننا بشكل من أشكال الشك بالذات نتعجل بالتمرين و نشن هجوم محكوم عليه بالفشل نستهدف فيه أمانه خصمنا و نثبت فيه معرفتنا المسبقة بعدم إمكانية نجاح ذلك الهجوم ، مما سيدفع عالمنا الداخلي للامتلاء بصور الطغاة الذين لاينصتون ،و يتحايلون على التابعون لهم من دون أي وجه حق.


 

 يجب ان اقول ، كل تلك العبارات مرهقه للغاية و مستمره بتأكيدها للذات. 


 

في غضون يوم عادي سنواجه العديد من اللحظات التي يجب أن نتحدث فيها بشكل صحيح و مناسب عن حق ما ، بأدب و لكن بحزم ،  بأحترام و لكن بإصرار ، بالطبع سيفيد لو كنّا قد حصلنا على تدريب مسبق في الطفولة و هو ذلك النوع الذي يسأل فيه أحد الوالدين بلطف لطفلهم البالغ من العمر ثلاث سنوات  " حبيبي ، كيف تشعر حيال ذلك؟ " و يستمع لأجابته ، بدلاً من إخباره ان يتوقف عن السخافة أو مهاجمته لكونه غير مراعي للاخرين ، و ذلك الهجوم الغير منطقي سببه أن الوالد قد عانى من يوم صعب في العمل.


 

هنالك تحدي سيواجهك في طريقك لإتقان فن تأكيد الذات و هو ( إفتقار المهابه ) يجب أن يعتبر واحد من أكبر العقبات النفسية ، لذلك فإن تعلم كيف تؤكد نفسك بثبات و كرامة- هو إنجاز  يستحق الاحتفاء به كالاحتفاء بتسلق جبل أو جني ثروة رغم كونه أكثر فائدة  


 

يجب أن نؤكد لأنفسنا بأنه  ليس بسبب انه سيجدي نفعاً دوماً ،بل القليل من تخفيض التوقعات سيكون مفيداً في هذه الحالة ، و لكن  عندما لا يتم فهمنا على الاطلاق لا نعود نشعر بحاجة يائسة لفهمهم ، يجب علينا أن نؤكد لأنفسنا بغض النظر عن النتائج لأن التأكيد سيضفي احساساً كبيراً بقدرتنا و قوتنا و بالتالي سنكون اقل تقيداً 


 

و حتى نمضي قدماً يجب أن نبتكر حلولاً للمعوقات التي قد تعترض طريقنا ، و منها المكان الذي نحن الآن معاقبين بنوعية الأشخاص المحيطين بنا الذين يخبروننا بشكل ملائم و بارع جداً ، أن ذلك كله بسببنا ، أو أن يتوقعوا منّا أن نحمل الهموم و نجاري نوبات غضبهم بأبتسامة مشرقة ، من غير المعتاد بالنسبة لنا أن نأخذ بعين الاعتبار أن الحياة لن تستمر للأبد ، إن لدينا الحق في الوجود ،و إن هناك فرصة صغيرة ليتم فهمنا، و بالتالي و لأول مره بدلاً من الصمت أو الصراخ فلننتظر حتى نشعر أننا مرتاحين و راضين عن أنفسنا و نتخذ موقفاً غير مألوف بالنسبة لنا ألا وهو هو التعبير عن ذواتنا و مشاعرنا بإعتدال و حزم.

  • مشاركة