لماذا رحلو وتركونا ؟!

لماذا رحلو ؟!


 


 

لقد رحلو عنا وانتهى الامر ،  ويبقى السؤال الذي نريد إستيعابه 
  هو لماذا ؟ 


 


 

من الملفت للنظر أنه على الرغم مما يقوله  لنا الاصدقاء والمعارف بكل حسن نيه  ما نعرفه مسبقا ألا وهو ، نحن السبب.


 

 بالطبع نحن نفترض بشكل راسخ  أن التفسير في المقام الأول له علاقه فينا بجانب إخفاقاتنا المزريه والتعيسه .


 

لقد هموا بالرحيل لاننا لم نكن جيدين بمافيه الكفايه ،   من الجدير أنهم عرفوا   طباعنا أكثر من أي شخص  آخر ، حتما  بعد ذلك شعروا بالذعر من حقيقتنا ؛ انها ليست العلاقه التي فشلت ، نحن فشلنا .


 

لكنه من الواضح يبدوا لنا أن الواقع يختلف عما أدركناه  في أعماق قلوبنا بأنه  حقيقي. 

هناك تجربه شهيره طبقت في تاريخ علم النفس، بحيث سلطت الضوء على النزعه أو الميل نحو الهدف أو المخطط، وهي القراءه بشكل قاطع للتفاسير الواضحه التي  صورت ورسمت من عقولنا إلى ما نراه في الواقع من مواقف مبهمه وغامضه في عالمنا . 


 

لقد طور عالم النفس  الامريكي في مطلع الثلاثينات نظرية الشخصيه  ( علم الاشخاص ، الادراك بالترابط ) ،من خلال اختبار إدراك الموضوع، هو اخْتِبار يقصد منه تقييم أنماط التفكير والمواقف، والقدرة على الملاحظة، والاستجابة العاطفية، على اختبار المواد المُلْتَبِسة، من خلال عرض مواد الفحص على المريض، والتي هي عبارة عن مجموعة من البطاقات الغامضة التي تصور شخصيات بشرية في مختلف البيئات والحالات، حيث يطلب من المريض أن يعبر عما يراه في كل صورة متضمناً العناصر التالية : 


 

الحدث الذي يظهر في الصورة، ما هي توقعاته حول تفكير وشعور اللذين في الصورة، ولنتائج هذا الحدث.


 


 


 

 الناس تميل بالوصول الي عدة إفتراضات واستنتاجات  معينه ، علي سبيل المثال ؛ 


 

- لقد ضجرت منه، هو ضعيف الشخصيه وممل بعض الشي، ولذا اخبرته انه لا يمكن انجاح العلاقه لذلك قررت المغادره .


 

- لقد أخبرها بأنه يجب عليه أن ينهي  العلاقه لان الامر متعلق بالعلاقه الجنسيه  فيما بينهم، لم يتم  والوفاء بوعده كما يجب عليه أن يكون.

-  يبدو أن الامر يتعلق بالوالدين ، فهي تريد أن يبقي مسافه مابينه وبين والديه ، اذا لم يفي ما طلبته منهم فلا يتوقع منها البقاء للأبد .


 

إن قوه التجربه تكمن في أن الصور المصممه ليست محدده وواضحه  وليست لها دلاله ، لكن يلتبس عليها الغموض.هم عباره عن ممثلون ( جهات فاعله) ،يطلب منهم بتصور أشكال معينه. 

القصص ومعانيها تنبع منا 


 

هذا الشئ غالبا ما يحدث  بالضبط لنا  لما نجده من  لوعه وحسره  في القلب وربما لن نعرف أبدا ما هي الاسباب الدقيقه والواضحه التي أدت إلى رحيل الشريك .


 

لا يعتبر بالحدث المفاجأ لنا ، مع ذلك  نحن علي علم بأننا عندما نتعرف على شخص فإنه لن يكون صريح معنا بشكل  كلي في البدايه ، ما يقال لنا ربما يكون جزء مما تضمره عقولهم و دوافعهم الكامنه في أعماقهم  تكون محجوبه ومعتمه ، ربما بالنسبه لهم أيضا ،نحن نقوم بعرض وتقديم الحقيقه وهو أنهم رحلو ومن خلال هذا الشئ نحن نقوم بدراسه وتفسير  المعني. 

تفسيرنا  للمعنى  في الواقع يأتي بجزء كبير منا .


 

التمسك بفكره أننا لا نعرف حقيقه أن الشئ يكون غير مستفاد منه أو لا يستخدم. 


 

واحده من أهم اللحظات الاساسيه  في علم الفلسفه،  في الحضاره الاغريقيه،   جادل الفيلسوف سقراط بأن المنافسه الكبيره للحكمه تقع تحت مدى قابليه مداركنا لقبول التجاهل في مواقف معينه ؛ (الحكماء الذين يعلمون أنهم لا يعلمون).  هذه الإقرار بعدم المعرفه ، والتذكير بمدى القابليه للتخطيط ممكن أن يساعد كثيرا في تسهيل الامور  بعيدا عن أية نوائب واتهام أنفسنا  بترجمه ما حصل اننا سبب في إنهاء العلاقه. 


 

من الممكن أن الحبيب الذي أخبرنا بكل قساوه بأنه لا يود رؤيتنا أبدا ، في خبايا روحه يفكر : انا حزين جدا أن العلاقه لم تفلح، اتمنى أن أجد طريقه  لإنجاح العلاقه، انت رفيق رائع في جميع الاحوال لكن هناك شئ  يائس في داخلي يجعلني أبتعد ولا أستطيع تبادل عرض الحب المقدم منك ،الشخص الذي يرد علينا برسائل نصيه بكل برود ؛ (إنها النهايه أنا سوف أرحل ). ربما خلف الكواليس نراه ينوح علي خسارته وفشله ( كما نتصور ونتخيل ) أفضل من أن نظن بأنه يحتفل إبتهاجا بانتهاء العلاقه.

الشخص الذي يقول ؛  أتمنى أن تنجح العلاقه لكن الآن  لا استطيع يجب علي أن اركز علي مستقبلي المهني ممكن أن يعتبر أكثر إخلاصا  ( كما نتخيل الموقف بكل حزن )،  أفضل من أن يضع غطاء او ستر محترم لعدم تحقيره لنا . 

قبول الغموض يعتبر بمثابة الشئ المحرر لنا ؛ بمعنى أنه لا يمكن بالضروره أن تكون نهايه العلاقه غلطتنا بالكامل، ربما تكون هناك قوي واخفاقات في العمل مثلا وليس فقط الامر يتعلق  بعدم الاهليه.نظل في حزن لكن هدف البؤس من الممكن احتماله . نستطيع التركيز علي  عمق غرابه الألم والحزن لهذا الحب والخساره أكثر من التركيز  علي  معاناتنا ومواجهه الانتقاد الطويل لعدم الاهليه والكفاءه .

  • مشاركة